Sunday, June 1, 2008

الكلمة سلاح.....مقاومة



يقول فولتير"قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد للموت دفاعاً عن حقك في إبداء رأيك",أن تموت وأنت تدافع عن حقك او حتى عن حق الأخرين في الدافع عن رأيهم هو أمر نبيل. لكن أن تموت ظلماً وقهرأً لأن هناك من يكتم صوتك بقوة سلاحه لأنه يهاب الكلمة ويخاف من وقعها وصداها ما هو إلا أمر معيب في بلد يتغنى بالديمقراطية وبالإعلام الحر.لطالما كانت الكلمات هي التي تؤثر في أي حرب تماماً كما تؤثر الخطابات في إستنهاض الهمم لخوض أي معركة إنها الوسيلة القديمة الحديثةالتي يسخرها الأطراف خدمة لمأربهم الشخصية ولكن من يضمن حرية الإعلام في زمن العبودية عبودية القلم والكاتب الى صاحب المعالي. من ذا الذي يتجرأعلى التعبير عن رأيه حتى وإن كان يناقض السياسة المتبعة, بصريح العبارة لا أحد إما ان نكيف رأينا مع الواقع الحالي بعيداًعن الشعارات الرنانة أو نرحل إذ أردنا أن نحافظ على حرية كلمتنا ولا نرضخ للمعبود حتى وإن كنا عباد


إن إعلام اليوم هوإعلام مسيس لا يهتم بقضايا الناس وأوجاعهم بل إنه يفصلها على حجم الزعماء فيسلطون الضوء على ما يريدون وما

يبتغون.أما تكوين الرأي العام هو مجرد شعار للإعلام الحربي الذي نمر به لأنه يهدف الى تجييش الناس كل تجاه الآخر بغض النظر عن المبادىء والقيم التي في سلم أولوياتها عدم إثارة النعرات والفتن وكل ما بشأنه أن يؤثر على المصلحة العامة. لا يمكن لأحد أن يتناسى الأخر ويعزله لأن الشراكة هي الغاية المنشودة وإن حرب الإعلام ليس لها إلا طريق واحد الإنزلق أكثر فأكثر نحو الهاوية وإنحدار الخطاب الإعلامي الذي يقودنا جميعاً الى مستنقع الطائفية والمذهبية ولعل مل حدث في بيروت في الأسابيع السابقة هوخير دليل على تأثير التعبئة الإعلامية على كل الأطراف في لبنان .إن الإختلاف لأمر طبيعي لكن الخلاف على تقسيم وطن وإسكات صوت بغض النظر عن توافقها مع وجهة النظر التي تؤيد أم تناقض هو أمر يدل على أن صوت الكلمة سيبقى رناناً مهما إشتدت الظروف

الكلمة سلاح لغتها الحق ومفرادتها التعبير ووسيلتها القلم وهي توازي بذلك لغة الصواريخ والقنابل التي تدل على هوية أصحابها وثقافتهم وحضارتهم ....وتبقى كلمة الحق تعلو ولا يعلى عليها مهما حاول البعض إسكاتها لأن سكوتها خير تعبير عن كلامها,عن وجودها لأنك عندما تكتم صوت أحد تفعل وجوده وتعزز قضيته أكثر فأكثر ... فيسقط القناع عن المعتدي وترفع الستارة عن المعتدى عليه ليتمسك في خطه ومبادئه التي دفع البعض ثمنها الدم في سبيل أن تحيا الكلمة ... توفي جبران تويني وفي اليوم الثاني إستمرت النهار في نهجها لتتابع المسيرة رغم العثرات. أغلق تلفزيون المستقبل وكل وسائله بفعل الإنتقام والعجز أمام الكلمة فعادوا لبيثوا تحت شعار واحد"كلمتنا أقوى من أن يسكتونا وسلاحنا كان وما زال القلم الذي سيبقى موجهاً للضمير الحي في وجه جبروت سلاحكم وطغيان ثقافة الشوارع لأننا أصحاب حق".عادت الكلمة وتبقى الكلمة الصامدة مهما تلبدت سماء لبنان أو إنفرجت في بلد جلى ما يقوم عليه هو التعددية والتنوع ...فإلغاء الآخر لن يؤدي إلا الى تعزيز وجوده وتمسكه بالبقاء عبر سلاح الأقوى
بقلم: ليدا فخرالدين

1 comment:

My pages said...

اولاً اهنئك يا ليدا على ه>ه المدونة المميزة والجميلة والجريئة، للأسف أصبح ابداء الرأي بحاجة الى جرأة ووصلنا الى مرحلة بدأالناس يخافون ابداء رأيهم، فحتى الكلام أصبح يهدد حياتهم. ولكن كما سبق وقلتي ستبقى الكلمة هي الأقوى من جميع أنواع الأسلحة، وبرأيي أعتقد أو أتأمل ان تبقى الكلمةالجريئة هي أساس الصحافة وخصوصاً الصحافةاللبنانية التي تتعرض الى أبشع أنواع الاضطهاد. واقول بصفتي صحافية المستقبل انشاء الله ان كلمتي لن تسكت و لن يتمكن أحد اغتصاب حريتي في التعبير.