Sunday, June 1, 2008

معركة الحرية تغيب 23 صحافياً في لبنان


في مسيرة بدأت في عهد جمال باشا.. ولم تتوقف

كأن الكلمة صارت مشروعا للشهادة، وكأن الصحافة في لبنان صارت تهمة تحتاج الى تبرير، وكأن الصحافي بات مقاوما عليه معاندة القمع بالحبر! هكذا يمكن اختصار مسيرة الصحافة اللبنانية، وربما مصيرها إن أفرطنا في التفاؤل! محن لم تتوقف وصعاب لم تهُن، من محمد المحمصاني الى جبران تويني، 23 شهيدا سقطوا في «معارك الحريات» اللبنانية، كما سماها نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم في الرسالة المشتركة التي وجهاها في مناسبة ذكرى شهداء الصحافة في السادس من مايو أيار 23 شهيداًو المعارك لم تنته
من 1915 حتى 2008 نحو مائة عام، عرف خلالها لبنان الاستعمار العثماني وما رافقه من حملات تتريك، تلاها الانتداب الفرنسي، فالاستقلال والهدوء النسبي قبل اندلاع الحرب الاهلية والاحتلال الاسرائيلي وما سبقه من اجتياح وتلاه من انتهاكات وحرب يوليو (تموز) 2006، فضلا عن 29 عاما من حكم «سلطة الوصاية» السورية، وثلاث سنوات من «ربيع بيروت» الذي أزهر سلسلة من الشهداء بينهم، الصحافي سمير قصير والإعلامي النائب جبران تويني
تاريخ حافل من القمع الاجنبي والمحلي، والصحافة لم تبخل في تقديم الشهيد تلو الشهيد أملا في «حرية مستدامة». بداية مسيرة الشهادة في الصحافة كانت في 21 أغسطس (آب) 1915 حين اعدم جمال باشا محمد المحمصاني وشقيقه محمود في «ساحة الاتحاد» التي عرفت لاحقا بـ«ساحة البرج» وأخيرا صارت «ساحة الشهداء». أما المحطة الثانية فقد كانت بالجملة، اذ اقتيد في 6 مايو (ايار) من العام 1916 أحد عشر صحافيا هم أحمد حسن طبارة، سعيد فاضل عقل، عمر حمد، عبد الغني العريسي، الامير عارف الشهابي، باترو باولي وجورجي حداد. وفي 5 يونيو (حزيران) أي بعد أقل من شهر، انضم فيليب وفريد الخازن الى قافلة الشهداء. وتوقفت مسيرة تصفية الصحافيين مع انتهاء حكم جمال باشا السفاح وانهيار السلطنة العثمانية. لكنها استأنفت ظلمها في 7 مايو (ايار) 1958 مع الرصاصات التي اخترقت جسد نقيب المحررين السابق نسيب المتني الذي كان مناوئا لعهد الرئيس كميل شمعون
وفي 16 مايو (ايار) 1966 سقط كامل مروة في مكتبه، بعدما نجا في العام 1948 من حادث كاد يودي به حين كان يغطي اخبار النكبة في فلسطين. كان مؤيدا لحلف بغداد ومناهضا لجمال عبد الناصر والاشتراكية والشيوعية. المتني ومروة، سقطا على مسافة من السلم وغداة الحرب الاهلية التي تكفلت بتصفية الصحافيين الواحد تلو الآخر، علّها بذلك تدجن لبنان. الخطوة التالية كانت في 16 مايو (ايار) 1976 حين «أُجلس» ادوار صعب على عرش الشهادة. كان متوجها الى مكتبه في الحمرا حيث يرأس تحرير «لوريان لو جور» فإذا برصاصات
وبعده، كانت اشنع الميتات من نصيب الصحافي سليم اللوزي، أحرقت يده بالاسيد وأطلق الرصاص على مؤخرة رأسه. هكذا وجدت جثته بعد 8 أيام على اختطافه في 4 مارس (آذار) 1980، اثناء توجهه الى المطار بعدما حضر جنازة والدته، على ان يعود الى لندن حيث كان قنّاص لا يزال مجهولا، تحوّل مساره.صدر مجلّته «الحوادث». وبعد أشهر قليلة، كانت ست رصاصات في انتظار نقيب الصحافة رياض طه لتجعله الهدف التالي وتحديدا في الذكرى 28 لثورة 23 يوليو (تموز) التي تعاطف معها. هو ابن بلدة الهرمل في البقاع التي عرفت الحرمان.. وكان طه قد تعرض لمحاولة اغتيال نقل على اثرها الى المستشفى. وبعدما استعاد انفاسه عاود كتابة مقالاته كالمعتاد فسجن في العام 1955 قبل ان يسكت صوته المنادي بالحق
واستمر القتل... فكان المفكر والكاتب الصحافي سهيل طويلة الفريسة التالية حين افرغت «ست رصاصات في رأسه وعنقه مما ادى الى قلع عينه اليمنى» كما ورد في تقرير الطبيب الشرعي بعدما عثر على جثته في 24 فبراير (شباط) 1986 في محلة النورماندي
بعد أقل من عام وتحديدا في 17 فبراير (شباط)، استقبل حسين مروة الحائز جوائز أدبية عدة، قتلته في مهده لينضم الى طويلة الذي رثاه قبل اشهر. فقد دخل ثلاثة شبان غرفته ليعدموه عن عمر 77 عاما
وأخيرا، «مهندس» شعار استقلال 2005 سمير قصير وقع شهيدا في يونيو (حزيران) ذاك العام حين انفجرت سيّارته، ليتبعه من حمل نعشه ورثاه جبران تويني في انفجار دوّى في 12 ديسمبر (كانون الاول) من العام نفسه. وبين الشهيدين نجت الاعلامية مي شدياق من تفجير سيارتها
القائمة طويلة والمساحة لا تتسع لذكر جميع الاسماء التي سقطت دفاعا عن افكار وقضايا، مهما تباينت فإنها تشهد على انه «لا حرية لأحد من دون حرية الصحافة»... هذا الشعار الذي تردّد في الاحتفال الدولي بيوم حرية الصحافة
المصدر
www.asharqalawsat.com
بقلم:مايا مشلب

الكلمة سلاح.....مقاومة



يقول فولتير"قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد للموت دفاعاً عن حقك في إبداء رأيك",أن تموت وأنت تدافع عن حقك او حتى عن حق الأخرين في الدافع عن رأيهم هو أمر نبيل. لكن أن تموت ظلماً وقهرأً لأن هناك من يكتم صوتك بقوة سلاحه لأنه يهاب الكلمة ويخاف من وقعها وصداها ما هو إلا أمر معيب في بلد يتغنى بالديمقراطية وبالإعلام الحر.لطالما كانت الكلمات هي التي تؤثر في أي حرب تماماً كما تؤثر الخطابات في إستنهاض الهمم لخوض أي معركة إنها الوسيلة القديمة الحديثةالتي يسخرها الأطراف خدمة لمأربهم الشخصية ولكن من يضمن حرية الإعلام في زمن العبودية عبودية القلم والكاتب الى صاحب المعالي. من ذا الذي يتجرأعلى التعبير عن رأيه حتى وإن كان يناقض السياسة المتبعة, بصريح العبارة لا أحد إما ان نكيف رأينا مع الواقع الحالي بعيداًعن الشعارات الرنانة أو نرحل إذ أردنا أن نحافظ على حرية كلمتنا ولا نرضخ للمعبود حتى وإن كنا عباد


إن إعلام اليوم هوإعلام مسيس لا يهتم بقضايا الناس وأوجاعهم بل إنه يفصلها على حجم الزعماء فيسلطون الضوء على ما يريدون وما

يبتغون.أما تكوين الرأي العام هو مجرد شعار للإعلام الحربي الذي نمر به لأنه يهدف الى تجييش الناس كل تجاه الآخر بغض النظر عن المبادىء والقيم التي في سلم أولوياتها عدم إثارة النعرات والفتن وكل ما بشأنه أن يؤثر على المصلحة العامة. لا يمكن لأحد أن يتناسى الأخر ويعزله لأن الشراكة هي الغاية المنشودة وإن حرب الإعلام ليس لها إلا طريق واحد الإنزلق أكثر فأكثر نحو الهاوية وإنحدار الخطاب الإعلامي الذي يقودنا جميعاً الى مستنقع الطائفية والمذهبية ولعل مل حدث في بيروت في الأسابيع السابقة هوخير دليل على تأثير التعبئة الإعلامية على كل الأطراف في لبنان .إن الإختلاف لأمر طبيعي لكن الخلاف على تقسيم وطن وإسكات صوت بغض النظر عن توافقها مع وجهة النظر التي تؤيد أم تناقض هو أمر يدل على أن صوت الكلمة سيبقى رناناً مهما إشتدت الظروف

الكلمة سلاح لغتها الحق ومفرادتها التعبير ووسيلتها القلم وهي توازي بذلك لغة الصواريخ والقنابل التي تدل على هوية أصحابها وثقافتهم وحضارتهم ....وتبقى كلمة الحق تعلو ولا يعلى عليها مهما حاول البعض إسكاتها لأن سكوتها خير تعبير عن كلامها,عن وجودها لأنك عندما تكتم صوت أحد تفعل وجوده وتعزز قضيته أكثر فأكثر ... فيسقط القناع عن المعتدي وترفع الستارة عن المعتدى عليه ليتمسك في خطه ومبادئه التي دفع البعض ثمنها الدم في سبيل أن تحيا الكلمة ... توفي جبران تويني وفي اليوم الثاني إستمرت النهار في نهجها لتتابع المسيرة رغم العثرات. أغلق تلفزيون المستقبل وكل وسائله بفعل الإنتقام والعجز أمام الكلمة فعادوا لبيثوا تحت شعار واحد"كلمتنا أقوى من أن يسكتونا وسلاحنا كان وما زال القلم الذي سيبقى موجهاً للضمير الحي في وجه جبروت سلاحكم وطغيان ثقافة الشوارع لأننا أصحاب حق".عادت الكلمة وتبقى الكلمة الصامدة مهما تلبدت سماء لبنان أو إنفرجت في بلد جلى ما يقوم عليه هو التعددية والتنوع ...فإلغاء الآخر لن يؤدي إلا الى تعزيز وجوده وتمسكه بالبقاء عبر سلاح الأقوى
بقلم: ليدا فخرالدين

Monday, May 26, 2008

معنى أن تكون صحافياً لبنانياً


صحافة النظام أو صحافة التعبير عن مصالح الناس
تقضي الاخلاقيات الصحافية ان يكون الصحافي مراقباً محللاً من أجل المصلحة العامة والدفاع عن الناس العاديين وكشف مكامن الفساد ونصرة المظلوم وتحليل الظواهر السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الناس ولا يملكون القدرة على فهمها وتحليلها او معارضتها. هم يريدون معرفة الوقائع التي تعينهم على تشكيل رأي كما يريدون تحليلها ونقدها على قاعدة الدفاع عن مصالحهم كمحكومين لا الدفاع عن اصحاب الامتيازات
تعريف الصحافة
هذا التعريف العلمي الذي يتطابق مع التعريف الاولي والاصلي لدور الصحافة وهو ما يسمى أي دور حارس القبيلة الليلي الذي كان في المجتمعات القبلية البدائية يراقب الأفق ويعلن عن الأخطار المحدقة بالقبيلة، والذي اتخذ مع مرور الزمن دوراً اكثر تعقيداً، يجعل من الذي لا ينكب على قضايا الناس والمجتمع ولا يدافع عن المصلحة العامة والناس العاديين ويكشف مكامن الفساد الخ... مجرد كاتب يعبر عن ذاته او تستخدمه الجريدة ليعبر عن رؤيتها لا أكثر
حسب هذا التعريف يتوقع من الصحافي الكاتب في القضايا السياسية والاجتماعية ان يتنزه عن الاغراءات، المادية والسلطوية، تلك التي تمنعه من كشف الوقائع المزعجة للخواطر، وتحليلها ونقدها من منظار علمي موضوعي ومن اجل المصلحة العامة، مصلحة الناس العاديين مصلحة اصحاب الامتيازات كما ورد في التعريف
كما يتوقع منه ان يبذل جهداً للتفتيش عن المتاعب أي عن القضايا الخبيثة التي تؤثر سلباً على نوعية حياة الناس وتمنعهم من العيش بكرامة، اعلانها ومن ثم تحليل ما يشكل ظاهرة او حتى ما يشكل واقعة استثنائية، في ضوء المعارف العلمية والسياسية
لماذا يختار احدهم او احداهن مهنة الصحافي؟
إلا ان الوفاء لهذا الدور ولدوافع احتراف الكتابة الصحافية يصطدم باكراهات خارجة عن ارادة الصحافي "الملتزم" وهي اكراهات رقابية امنية قهرية او تمويلية واحياناً تسويقية، أي متصلة باستراتيجيات بيع الصحيفة او ايديولوجية قومية، ثقافية، او دينية، (تطغى غالباً على الهم الاقتصادي والتنموي وتالياً الاجتماعي). هذه الاكراهات والخيارات، الايديولوجية تؤدي الى ما يسمى "خط الجريدة وأحياناً "خطوط الجريدة"
هذا عدا الاكراهات المؤسسية او الامنية، أمن السلطة، أو الدوافع الذاتية البحثية: المال والترقي الاجتماعي. يواجه الكاتب الصحافي اللبناني قضايا متلقيه او قارئيه، فهم شديدو التنوع ينتمون الى ما يسميه محمد أركون" ذاكرات اجتماعية مختلفة"، والى طوائف ذات بنى سوسيولوجية مختلفة، تتناقض فيها مصالح الحكام والمحكومين، ولكنها تكاد تبدو للآخرين كتلة واحدة. وهؤلاء القراء بفعل انتماءاتهم السوسيولوجية يحملون رؤى سياسية متناقضة يعتقدون انها تعبر عن مصالحهم، تبلغ تناقضاتها حدود عدم الاتفاق على انتماء البلد الثقافي، كما على دستوره وقوانينه، اي انهم لا يتفقون على قوام البلد ونظامه، وبما انهم منقسمون سوسيولوجياً وطائفياً، لا طبقياً او مهنياً، أي مصلحياً، وحول فلسفة سياسية - حياتية، يجد الكاتب الصحافي نفسه امام جمهور من المتلقين في حالة استنفار سياسي، يتحكم بلا وعيه او بوعيه، ونادراً امام قارئ ينظر الى النص الصحافي من منظار حقوق المواطن والانسان، والمعرفة العلمية البحتة
كيف يتعامل هذا الكاتب الصحافي الذي يكتب في السياسة والاجتماع اللبنانيين مع هذه الاكراهات المؤسسية والأمنية والقضائية ومع تعقيدات التركيبة المجتمعية اللبنانية ويظل أميناً لالتزاماته المهنية المنسجمة مع جوهر مهنته؟
لنتخيل تقنيات كاتب لم يتخلّ عن دوره لأنه يملك حساً او اعداداً صحافياً حقيقياً ويدافع عن قضايا مجتمعية، والى حد ما عن نفسه، ولا زال يعتقد بامكان التأثير على الحدث، لأن بعضهم فقد ايمانه بامكان التأثير على الحدث، لنتخيل بعض التقنيات التي يعتمدها للتحايل على هذه الاكراهات مجتمعة ولا يتحول الى مجرّد كاتب ينوب عن نفسه او عن مجموعة احياناً ضئيلة وينطق باسمها
بدل تعيين المشكلة وتسمية عناصرها قد يلجأ الى التعميم والتنظير فيهرب مثلاً من وصف المشكلات الناجمة عن البنى الطائفية داخل كل طائفة، والتي تؤثر على معيشتها وعلى الوطن، فلا يتطرق مثلاً الى مؤسساتها اللاهوتية والمدنية: مدارسها ومستشفياتها ومنشوراتها والى اسرار اوقافها وما ادراك ما الاوقاف الخ... ولا الى زعاماتها وعلاقاتها بمحكوميها لئلا يبدو "طائفياً" ومتحرشاً بقضايا الآخرين الخاصة. واذا تحدث عن شؤون طائفته وشجونها، بدا خائناً لما تعتقد مصالحها. لأن هذا الصحافي أياً كانت معتقداته الدينية الفعلية، ملحداً او لا، ينتمي سوسيولوجياً وقانونياً الى طائفة، وفي تعميمه يكتفي بلعن الطائفية، واذا شاء التنظير راح يعيد الاعتبار لدلالات العلمانية ويصبو الى حق المواطنة قافزاً على العلمانية خوفاً من سوء الفهم وهذا المثل ينطبق على قضايا اخرى، كالفساد ومصادره واربابه وسلاطينه واذا اضطر الى التسمية يستخدم الكناية، فهذا المسؤول نائب شمالي، او شوفي او مسؤول من احدى الادارات، وهذا الشاهد، وعموماً هو الصحافي نفسه، هو مجموعة "مصادر موثوقة" او "عالمة" او "عارفة"، او مجلس سياسي. يحضرني باب "عيون" في "السفير" و"اسرار الآلهة" في "النهار"
وقد يختار ابواباً أخرى للدفاع عن حقوق المواطن والناس العاديين: كأن يدافع عن البىئة، عن الجبال والتضاريس الطبيعية، القائمة منذ آلاف السنين، او الشواطئ والأحراج، والهواء والمياه. وهذا الصحافي يبحث دائماً عن كوّة حرية، ويجهد في تحرير وجهات نظر انتقادية نضالية
وهذا الكاتب يتفادى عموماً التحدث عن مصادر بعض القرارات التي تحكم حياته الامنية والاقتصادية والثقافية والتربوية... كي لا يتهم بالعمالة والخيانة والتجسس فيكتفي بالدعوة الى الحوار الداخلي حول مسألة السيادة والى تهدئة الخواطر وقد يؤخذ هو نفسه بهذه السجالات الكبرى دون غيرها
وهذا الصحافي نفسه لا يجرؤ على انتقاد فلسفات وسلوكيات وتركيبات ومواقف الاحزاب والحركات المصونة من طوائف، ومراجع عليا،والتي تحوّل بعضها أداة للتعبير عن مصالح مجموعة اشخاص، او للتعبير عن ارادة الزعيم لا ارادتهم، فيهرب الى تمني قيام احزاب وطنية تتجاوز الطوائف
هل يجرؤ احد على تفكيك الخطاب الاعلامي الديني والطائفي الذي لا يكفي ان يكون تحريضاً كي يكون طائفياً وفئوياً، دون ان يتهم بالانحياز؟
وسؤال أخير، هل يجرؤ احد على التحدث عن حاجته الى وطن ومؤسسات فاعلة تملك حرية القرار تلبية لحاجات موضوعية علمية وظيفية وضماناً لحسن سير مؤسساته ولا يتهم بالخيانة والعمالة والتقليل من هيبة الدولة؟
امام هذه الحفنة من الممنوعات وغيرها كيف يمكن الكاتب اللبناني ان يكون كاتباً صحافياً مهنياً، وان لا يتحول الى كاتب يعبر عن نفسه او عن "خط الجريدة" لا عن مصالح الناس ,عندما يلتزم الصحافي هذه الاكراهات يتحول الى صحافي النظام لا الى ناقده
وهل يجرؤ كاتب على تسمية رموز الفساد المالي والاداري، سابقاً وحالياً، وسرد الوقائع التي يسمعها؟ هل يجرؤ على التحقيق فيها وتوثيقها فاضحاً الصفقات المشبوهة والاختلاسات والنفقات غير المشروعة التي قام بها هؤلاء على حساب المال العام ومنهم شخصيات سياسية وادارية حكمت وتحكم منذ انتهاء الحرب حتى اليوم والتي تجعل من ادارة شؤون الناس فرصة لنهب سرّي؟
وهل يجرؤ هذا الكاتب الدخول الى بيوت الطوائف والتطرق الى مشكلاتها الداخلية، السياسية والسوسيولوجية دون ان يتهم بالعداء والطائفية
وسوء النية؟
ولكن ماذا يفعل الصحافي لمقاومة هذه الاكراهات؟
يبدو واقع الكاتب الصحافي السياسي انعكاساً أميناً، الا في ما ندر، للواقع السياسي للبنان شاء أم لا. واذا لم يتكيف، او يكيف نزعاته، مع الأمر الواقع، بذل جهداً للتحايل على المفردات والموضوعات وغرق في التورية والكناية والتعميم والتنظير الضروري لفهم الواقع والارتقاء
به ولكنه لا يرد تماماً على مقتضيات الفعل الصحافي

بقلم: عايدة الجوهري
المصدر: موقع
Elsohof.com